تعقيدات المنطقة تنذر برفع احتمالات المواجهة المذهبيّة الشاملة
«التمسكن حتى التمكن»
جوني منير-
تتركز الانظار على الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية المصرية، وسط شهية مفتوحة لدى التيارات الاسلامية ممثلين بالاخوان المسلمين للامساك بالسلطة. ورغم ان الجميع يترقب ما ستؤول اليه نتيجة الاقتراع، الا ان الاوساط الديبلوماسية باتت تتحدث بقلق بالغ عن مستقبل الاستقرار في مصر بسبب الفرز الحاصل.
فاذا ما ربح مرشح الاخوان المسلمين والذي يحظى بافضلية معركة رئاسة الجمهورية، فان هذا سيؤدي الى مرحلة المواجهة بين التيارات الاسلامية والجيش المصري.
ففي المرحلة السابقة اعتقدت العواصم الغربية، لا سيما واشنطن ان الاخوان المسلمين سيلتزمون بتعهداتهم حيال عدم الامساك بكامل السلطة، حيث اعلنوا صراحة انهم لن يسعوا للسيطرة على مجلس النواب ولن يرشحوا احدا الى رئاسة الجمهورية وانهم سيحترمون تعهدات النظام السابق فيما خص معاهداته او بمعنى آخر احترام الاتفاقات المعقودة مع اسرائيل وهو ما يعني عدم الاقتراب من مصالح الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل، وباختصار، ان يرضى الاخوان المسلمون بان يكونوا صورة ظاهرية لحكم تمسك به المؤسسة العسكرية المتفاهمة مع واشنطن.
لكن مسار الامور اظهر ان الاخوان المسلمين اتبعوا سياسة: «التمسكن حتى التمكن». وبالتالي فانهم اندفعوا وحققوا سيطرة واضحة في مجلس النواب بالتعاون مع التيارات الاسلامية الاخرى، وتوجهوا باتجاه رئاسة الجمهورية. وهو ما يعني انهم يسيرون للامساك الفعلي بالسلطة والتي ستعني لاحقا وضع يدهم على قرار المؤسسة العسكرية وتشير الاوساط الديبلوماسية، الى ان القلق الغربي من طموح الاسلاميين للامساك بكامل السلطة في مصر وسط حيوية شعبية وارتفاع منسوب العمليات العسكرية ضد المصالح الاسرائيلية (تفجير خطوط الغاز) دفع بالولايات المتحدة الاميركية للاتفاق مع الجيش المصري، على نقل البنية التحتية الامنية والاستخباراتية الى سيناء، وحيث فعلت واشنطن الشيء نفسه، وهي تعتقد انها بذلك تستطيع ان تؤمن حماية لهذه الاجهزة وتبقيها بمنأى من اي تطورات دراماتيكية.
والاوساط الديبلوماسية نفسها ترى انه حتى ولو انتخب احمد شفيق فان الصدام العسكري لن يتأخر بين الشارع الاسلامي في مصر والمؤسسة العسكرية وحيث بدأت التعبئة الاعلامية بان ذلك يشمل عودة النظام السابق وبالتالي اجهاض الثورة.
هذا الواقع المصري المتوقع ان يكون متفجرا، سيؤدي الى حسابات مختلفة في المنطقة.
وتروي هذه الاوساط انه قد يكون هذا الواقع من ضمن الحسابات الاميركية التي اوجبت فتح خطوط التفاوض مع ايران.
لذلك فان المراقبين يعتقدون ان الصورة التي سترسو عليها مصر، ستؤثر بالشرق الاوسط الذي يعيش حالا متفجرة.
فالدول الخليجية التي خسرت نفوذها في العراق لصالح ايران، ترفع من مستوى ضغطها في كل من سوريا ولبنان. لا بل انها مارست ضغوطا موازية على الولايات المتحدة الاميركية والدول الاوروبية للتأثير على القرار الاميركي بالتفاوض مع ايران، خشية ان تؤدي التسوية في حال التوصل اليها الى صيغة جديدة في سوريا ستنعكس بطبيعة الحال على الواقع اللبناني.لذلك تزايدت الحوادث التي تحمل طابع الصراع المذهبي، وانفجر الوضع في الشمال اللبناني بعدما تراجعت المناعة الامنية نتيجة الاحتقان المذهبي.
لكن في حال اهتزاز الوضع الامني في مصر نتيجة وصول مرشح الاخوان المسلمين الى رئاسة الجمهورية فان الحسابات الغربية ستختلف كون الوضع الاسرائيلي سيصبح اسير خارطة سياسية في غير صالحه.
فاضطراب الوضع المصري سيلزم اسرائيل بالانشغال في وضع الخطط لمواجهة هذا الواقع، والتركيز على الوظيفة التي سيجري اسنادها لسيناء. هذا الوضع، لن يسمح بالتأكيد لاسرائيل بان تعرّض اجزاء اخرى من الحدود لمغامرة اضافية بمعنى ان دفع الوضع في سوريا باتجاه الفوضى المفتوحة سيجعل من هضبة الجولان منطقة جذب لكل انواع الحركات الاسلامية والمنظمات الفلسطينية الراغبة في اطلاق الصواريخ وتنفيذ العمليات على اسرائيل وهو ما سيعني حتما اجتذاب المنظمات الفلسطينية المسلحة الموجودة في لبنان، لترسم لنفسها ادواراً على هذا الصعيد.
كما ان الفوضى الشاملة في سوريا ستعطي ايران المزيد من حرية الحركة في سوريا ولبنان معا وسيجعل من الطريق الذي يربط ما بين طهران وجنوب لبنان، طريقاً تحت الوصاية الايرانية المطلقة ومن دون وجود شركاء. وربما سيؤدي ذلك الى فتح ابواب المواجهة المذهبية الشاملة، وبالتالي الانتقال الى مرحلة متقدمة من الصراع.
تتركز الانظار على الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية المصرية، وسط شهية مفتوحة لدى التيارات الاسلامية ممثلين بالاخوان المسلمين للامساك بالسلطة. ورغم ان الجميع يترقب ما ستؤول اليه نتيجة الاقتراع، الا ان الاوساط الديبلوماسية باتت تتحدث بقلق بالغ عن مستقبل الاستقرار في مصر بسبب الفرز الحاصل.
فاذا ما ربح مرشح الاخوان المسلمين والذي يحظى بافضلية معركة رئاسة الجمهورية، فان هذا سيؤدي الى مرحلة المواجهة بين التيارات الاسلامية والجيش المصري.
ففي المرحلة السابقة اعتقدت العواصم الغربية، لا سيما واشنطن ان الاخوان المسلمين سيلتزمون بتعهداتهم حيال عدم الامساك بكامل السلطة، حيث اعلنوا صراحة انهم لن يسعوا للسيطرة على مجلس النواب ولن يرشحوا احدا الى رئاسة الجمهورية وانهم سيحترمون تعهدات النظام السابق فيما خص معاهداته او بمعنى آخر احترام الاتفاقات المعقودة مع اسرائيل وهو ما يعني عدم الاقتراب من مصالح الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل، وباختصار، ان يرضى الاخوان المسلمون بان يكونوا صورة ظاهرية لحكم تمسك به المؤسسة العسكرية المتفاهمة مع واشنطن.
لكن مسار الامور اظهر ان الاخوان المسلمين اتبعوا سياسة: «التمسكن حتى التمكن». وبالتالي فانهم اندفعوا وحققوا سيطرة واضحة في مجلس النواب بالتعاون مع التيارات الاسلامية الاخرى، وتوجهوا باتجاه رئاسة الجمهورية. وهو ما يعني انهم يسيرون للامساك الفعلي بالسلطة والتي ستعني لاحقا وضع يدهم على قرار المؤسسة العسكرية وتشير الاوساط الديبلوماسية، الى ان القلق الغربي من طموح الاسلاميين للامساك بكامل السلطة في مصر وسط حيوية شعبية وارتفاع منسوب العمليات العسكرية ضد المصالح الاسرائيلية (تفجير خطوط الغاز) دفع بالولايات المتحدة الاميركية للاتفاق مع الجيش المصري، على نقل البنية التحتية الامنية والاستخباراتية الى سيناء، وحيث فعلت واشنطن الشيء نفسه، وهي تعتقد انها بذلك تستطيع ان تؤمن حماية لهذه الاجهزة وتبقيها بمنأى من اي تطورات دراماتيكية.
والاوساط الديبلوماسية نفسها ترى انه حتى ولو انتخب احمد شفيق فان الصدام العسكري لن يتأخر بين الشارع الاسلامي في مصر والمؤسسة العسكرية وحيث بدأت التعبئة الاعلامية بان ذلك يشمل عودة النظام السابق وبالتالي اجهاض الثورة.
هذا الواقع المصري المتوقع ان يكون متفجرا، سيؤدي الى حسابات مختلفة في المنطقة.
وتروي هذه الاوساط انه قد يكون هذا الواقع من ضمن الحسابات الاميركية التي اوجبت فتح خطوط التفاوض مع ايران.
لذلك فان المراقبين يعتقدون ان الصورة التي سترسو عليها مصر، ستؤثر بالشرق الاوسط الذي يعيش حالا متفجرة.
فالدول الخليجية التي خسرت نفوذها في العراق لصالح ايران، ترفع من مستوى ضغطها في كل من سوريا ولبنان. لا بل انها مارست ضغوطا موازية على الولايات المتحدة الاميركية والدول الاوروبية للتأثير على القرار الاميركي بالتفاوض مع ايران، خشية ان تؤدي التسوية في حال التوصل اليها الى صيغة جديدة في سوريا ستنعكس بطبيعة الحال على الواقع اللبناني.لذلك تزايدت الحوادث التي تحمل طابع الصراع المذهبي، وانفجر الوضع في الشمال اللبناني بعدما تراجعت المناعة الامنية نتيجة الاحتقان المذهبي.
لكن في حال اهتزاز الوضع الامني في مصر نتيجة وصول مرشح الاخوان المسلمين الى رئاسة الجمهورية فان الحسابات الغربية ستختلف كون الوضع الاسرائيلي سيصبح اسير خارطة سياسية في غير صالحه.
فاضطراب الوضع المصري سيلزم اسرائيل بالانشغال في وضع الخطط لمواجهة هذا الواقع، والتركيز على الوظيفة التي سيجري اسنادها لسيناء. هذا الوضع، لن يسمح بالتأكيد لاسرائيل بان تعرّض اجزاء اخرى من الحدود لمغامرة اضافية بمعنى ان دفع الوضع في سوريا باتجاه الفوضى المفتوحة سيجعل من هضبة الجولان منطقة جذب لكل انواع الحركات الاسلامية والمنظمات الفلسطينية الراغبة في اطلاق الصواريخ وتنفيذ العمليات على اسرائيل وهو ما سيعني حتما اجتذاب المنظمات الفلسطينية المسلحة الموجودة في لبنان، لترسم لنفسها ادواراً على هذا الصعيد.
كما ان الفوضى الشاملة في سوريا ستعطي ايران المزيد من حرية الحركة في سوريا ولبنان معا وسيجعل من الطريق الذي يربط ما بين طهران وجنوب لبنان، طريقاً تحت الوصاية الايرانية المطلقة ومن دون وجود شركاء. وربما سيؤدي ذلك الى فتح ابواب المواجهة المذهبية الشاملة، وبالتالي الانتقال الى مرحلة متقدمة من الصراع.